شبهات وهميةمسيحيات

ما هي المسيحية؟ وبماذا يؤمن المسيحيين؟

في الحقيقة المسيحية ليست ديانة كما يعتقد البعض، لأن الدين هو مجموعة من الطقوس والأعمال والعبادات والتشريعات فيها هذا حلال وهذا حرام، هذه صلاة وهذا حج وهذا صوم وغيرها من الأمور التي تُفرض على المؤمن بهذا الدين أن يقوم بها كي يتقرب إلى الله ويفوز بالجنة وإلا فمصيره نار جهنم وبئس المصير. لكن المسيحية لا علاقة لها بممارسة طقوس معينة للعبادة لنتقرب بها إلى لله ومرضاته، ولهذا فالاسم الصحيح هو “الإيمان المسيحي” وليس الديانة المسيحية.

ملاحظة مهمة: لقد ذكر القرآن “النصرانية” و” النصارى” لكن حقيقة هذه التسمية غير صحيحة وليس لها أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالمسيحية والمسيحيين. فمنذ بداية المسيحية كان تلاميذ وأتباع يسوع المسيح يطلق عليهم المسيحيين وليس النصارى كما جاء في سفر أعمال الرسل 26:11.

وَلَمَّا وَجَدَهُ جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، فَكَانَا يَجْتَمِعَانِ مَعَ الْكَنِيسَةِ هُنَاكَ سَنَةً كَامِلَةً، وَيُعَلِّمَانِ جَمْعاً كَبِيراً. وَفِي أَنْطَاكِيَةَ أُطْلِقَ عَلَى تَلامِيذِ الرَّبِّ أَوَّلَ مَرَّةٍ اسْمُ الْمَسِيحِيِّينَ.

الكتاب المقدس: سفر أعمال الرسل 26:11

أما النصرانية (الأبيونية) التي تكلم عنها القرآن فهي فئة من اليهود أمنوا أن المسيح هو فقط نبي عظيم ولم يقبلوا بألوهيته وتمسكوا بالعادات والشريعة اليهودية كالختان وتحريم أكل لحم الخنزير مثلا. الفرق بين المسيحية والنصرانية كالفرق بين الإيمان والإلحاد، وقد أبغضتها وحاربتها الكنيسة بشدة في العصور الأولى للمسيحية ثم قضت عليها فتفرق أتباعها في شبه الجزيرة العربية. وقد كان كثير من العرب قبل الإسلام يعتنقون النصرانية، منهم على سبيل المثال القس ورقة بن نوفل ابن عم خديجة زوجة النبي محمد وأيضا خديجة ومحمد كانا نصارى. يمكن أن نقول صراحة أن تعاليم ومعتقدات الديانة النصرانية هي موجودة بالكامل في الإسلام.

الركيزة الأساسية في المسيحية هي الإيمان أنه بسبب خطايانا لا يمكننا إنقاذ أنفسنا من دينونة الله بالأعمال الصالحة والحسنات وممارسة الطقوس الدينية. وأن خطيئة الإنسان ضد الله هي خطيئة غير محدودة لأن الله غير محدود ولتحقيق التوافق بين عدل الله ورحمة الله للإنسان، فقد دبر الله طريق (خطة) الخلاص العجيب والمصالحة مع البشرية بأن أرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح [الله المتجسد في إنسان كامل بلا خطيئة] ليدفع عنا ثمن خطايانا وذنوبنا بموته على الصليب عوضا عنا.

لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 17 فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُرْسِلِ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ الْعَالَمُ بِهِ

الكتاب المقدس: إنجيل يوحنا 16:3-17

ما الذي تحتاجه البشرية للخلاص من دينونة الخطيئة والذنوب؟

للإجابة على ذلك، ينبغي أن نعود إلى بداية خلق الله للإنسان. يُعلم الكتاب المقدس أنه لا يوجد سوى إله واحد في ثالوث: الله الآب، الله الابن (يسوع المسيح)، والله الروح القدس. خلق الله الكون كله وخلق أيضا رجل وامرأة آدم وحواء. وكانا في علاقة شخصية مع الله في جنة عدن وأعطاهما الله كل الحرية في ان يعيشا كما يشاءان. و أوصى الله آدم وحواء أن يأكلا من جميع أشجار الجنة ما عدا شجرة واحدة اسمها شجرة معرفة الخير والشر [الكتاب المقدس – سفر التكوين 15:2-17] [القرآن يسميها شجرة الخُلد وهذا ليس صحيح – سورة البقرة الآية 35 – سورة طه الآيات 120].

وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِها. 16وَأَمَرَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلا: «كُلْ مَا تَشَاءُ مِنْ جَمِيعِ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ، 17وَلَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأَنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا حَتْماً تَمُوت».

الكتاب المقدس: سفر التكوين 15:2-17

وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هذه الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ

القرآن الكريم: سورة البقرة الآية 35

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى

القرآن الكريم: سورة طه الآية 120

لكن الشيطان أغوى حواء فأكلت من الشجرة المحرمة وأعطت زوجها آدم فأكل منها أيضا وبهذا انفصلا عن الله وسقطا الإثنين في الشر وشَعرا بعريهما وحاولا أن يسترا عريهما بأوراق الشجر [الكتاب المقدس – سفر التكوين 1:3-7] [القرآن الكريم: سورة طه الآية 121]. نتيجة لمعصية آدم لله دخلت “جرثومة” الخطيئة العالم وأصبح جميع الجنس البشري [نسل آدم وحواء] يميل طبيعيا للخطيئة فدخل التعب والألم والموت للعالم كله [الكتاب المقدس: رسالة رومية 12:5] [القرآن الكريم: سورة يوسف الآية 53]. فهذا العالم الشرير الذي نعيش فيه هو نتيجة لسقوط الإنسان وانفصاله عن الله [الكتاب المقدس: رسالة رومية 19:5]. إذا كنت لا تصدق ما أقوله، فما عليك سوى مشاهدة نشرة الأخبار، أو قراءة كتب التاريخ، وسترى أن تاريخ البشرية مليء بالفظائع والعنف والحروب والظلم والقتل وكله طبعا نتيجة لخطيئة آدم.

وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي صَنَعَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ، فَسَأَلَتِ الْمَرْأَةَ: «أَحَقّاً أَمَرَكُمَا اللهُ أَلَّا تَأْكُلَا مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَأَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ كُلِّهَا، 3مَاعَدَا ثَمَرَ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، فَقَدْ قَالَ اللهُ: لَا تَأْكُلَا مِنْهُ وَلَا تَلْمَسَاهُ وَإلَّا تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا، 5بَلْ إِنَّ اللهَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلانِ مِنْ ثَمَرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا فَتَصِيرَانِ مِثْلَهُ، قَادِرَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ». 6وَعِنْدَمَا شَاهَدَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ لَذِيذَةٌ لِلْمَأْكَلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ، وَمُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ قَطَفَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، ثُمَّ أَعْطَتْ زَوْجَهَا أَيْضاً فَأَكَلَ مَعَهَا، 7فَانْفَتَحَتْ لِلْحَالِ أَعْيُنُهُمَا، وَأَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ، فَخَاطَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ مِنْ أَوْرَاقِ التِّينِ.

الكتاب المقدس: سفر التكوين 1:3-7

فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى

القرآن الكريم: سورة طه الآية 121

وَلِهَذَا، فَكَمَا دَخَلَتِ الْخَطِيئَةُ إِلَى الْعَالَمِ عَلَى يَدِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ [آدم]، وَبِدُخُولِ الْخَطِيئَةِ دَخَلَ الْمَوْتُ، هَكَذَا جَازَ الْمَوْتُ عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، لأَنَّهُمْ جَمِيعاً أَخْطَأُوا.

الكتاب المقدس: رسالة رومية 12:5

فَكَمَا أَنَّهُ بِعِصْيَانِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ [آدم] جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خَاطِئِينَ، فَكَذلِكَ أَيْضاً بِطَاعَةِ الْوَاحِدِ [يسوع المسيح] سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.

الكتاب المقدس: رسالة رومية 19:5

إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ

القرآن الكريم: سورة يوسف الآية 53

لكن إذا كان الله القدوس لا يقبل الخطيئة، فكيف يمكن أن يتصالح الله العادل مع الإنسان الخاطئ؟

الحل بكل بساطة هو الإيمان بيسوع المسيح.

فبحسب الإنجيل، يسوع المسيح وُلِد بطريقة عجيبة من عذراء اسمها مريم ومن دون أب بشري بل بقوة الروح القدس حُبلت به. جاء يسوع المسيح من السماء إلى الأرض بهدف أن يقوم بعمل الفداء وخلاص البشرية من دينونة الخطيئة. عاش يسوع المسيح حياة خالية من الخطيئة والذنوب وكان يجول يصنع خيرا ويشفي المرضى ويحيي الموتى ويقوم بالمعجزات الخارقة. مات يسوع المسيح على الصليب طواعية منه وليس ضعفا منه. ولم يكون فقط موته مروع ورهيب بل وُضعت عليه خطايانا وذنوب البشرية كلها لنكون أبرار وبلا لوم أمام الله الآب. بعد أن أمضى يسوع المسيح ثلاثة أيام في القبر لم يتعفن جسده ولم يتحلل كباقي البشر. قام يسوع المسيح من الموت ليفتح بذلك أبواب الملكوت [الجنة] لكل الذين يؤمنون به ويثقون به لغفران خطاياهم وذنوبهم. بعد قيامة يسوع المسيح من الموت ظهر لكثير من الناس على مدى 40 يومًا قبل أن يصعد جسديًا إلى السماء.

فَالْوَاقِعُ أَنِّي سَلَّمْتُكُمْ، فِي أَوَّلِ الأَمْرِ، مَا كُنْتُ قَدْ تَسَلَّمْتُهُ، وَهُوَ أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَفْقاً لِمَا فِي الْكُتُبِ، 4وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَفْقاً لِمَا فِي الْكُتُبِ، 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِبُطْرُسَ، ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ. 6وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مِئَةِ أَخٍ مَعاً مَازَالَ مُعْظَمُهُمْ حَيًّا، فِي حِينِ رَقَدَ الآخَرُونَ. 7ثُمَّ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لِلرُّسُلِ جَمِيعاً.

الكتاب المقدس: رسالة كورنثوس الأولى 3:15-7

فيسوع المسيح هو يحكم ويملك مع الله الآب ويرسل الروح القدس ليُعَلم أتباعه. وقد وعد يسوع المسيح أتباعه أنه سوف يجيء ثانية (المجيء الثاني للمسيح) إلى الأرض ليُدين [يحاسب] جميع البشر، الأحياء منهم والأموات، ويمنح الحياة الأبدية [الجنة] للذين يؤمنون به ويُدين [يعاقب] من لم يؤمن به بالموت الأبدي في جهنم. يسمي المسيحيون رسالة يسوع المسيح بالإنجيل الذي تعني الأخبار السارة، وهي المسيحية.

زر الذهاب إلى الأعلى
يلا اضغط هنا
1
نحن هنا للتحدث معك
مرحبا 👋
👈 إذا عندك أي سؤال أو استفسار
لا تتردد في التواصل معنا
سواء بالكتابة أو بالصوت
تواصل معنا الآن 👇